الخميس، 28 يناير 2016

الإلهُ وأنا للكاتب وليد.ع.العايش

(( الإلهُ وأنا ))
............
ذاتَ ليلة 
دعوتُ الإلهَ 
ليس لأني أُحِبُّ الحياة 
بل لأني أخشى الإله
كانَ هُناك في السُدّرةِ الكُبرى
ربما كان يقررُ
ربما كان يُصلي
ربما وربما وربما
لست أدري
يومها كنتُ هنا
أعزفُ لحنّ الحياةَ
وبعضَ أُغنيةِ الممات
ربما يومها
كُنتُ أخشى المماتَ
الحياةُ تدغدغُ ذاكرتي
تلكَ الذاكرة اليتيمة
كأمٍّ حنونٍ تُلاعبُ طفلها الرضيع
العصفورُ المُزركشُ
مازالَ على هاويةِ النافذة
غير آبهٍ بتمتماتي ومشكاة كلماتي
وربما أحلامُ حياتي
المؤذنُ كانَ يُنادي
صغيرُ البلابل يصمتُ فجأة
شلّةُ الصبية تلهو بذراتِ التراب
تبحثُ عنْ عِشقها المفقود
خلفَ السراب
كانَ الضبابُ يحبو
صوبَ ناصيةِ الزقاق
كنتُ هُناكَ
أُعاندُ صوتَ المؤذن
وربما صوتَ الحياة
يشبُّ حريقٌ غير مبالٍ بحقيقةِ الميزان
القلبُ يُعشّشّ
كتلك القُبّرة
يحلمُ بمنْ قالَ : كنا وكان
شجيراتُ الحديقة
تُغادرُ صوبَ صوتِ المؤذن
تقهقرَ نبحُ الكلاب
كانّ الإلهُ هُناكَ
كنتُ يومها أُحبُّ الحياة
ترتيلةُ العشق الحرام
تفصلُ بيني وبينَ الإله
حينها دعوتُ الإله
ليسَ لأنّي أُحبُّ الحياة
لكنْ لأني أخشى الإله
..............
وليد.ع.العايش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق