الاثنين، 4 يناير 2016

حب وعواء للكاتب وليد.ع. العايش

(( حب وعواء ))
...............
الساعة الحجرية تجاوزت عقارب الظلمة , الصمتُ أرخى ثوبهُ على البيتِ البدوي المُزركش بألوانٍ هائمة , المرأةُ ترتدي ثوباً زاهياً , تسدِلُ سِتارتها , الرجلُ كانَ يُسافرُ بنومٍ سحيق , التعبُ تناوشهُ طوالَ اليوم , الشخيرُ يكسِرُ الهدوء , على الضفّةِ الأخرى , الأطفالُ يمرحونَ ويصرخون , فجأة يصمتُ الجميع , يبدو بأنَّ تدخُلاً ناعماً قدْ حدثَ لتوّهِ , القطيعُ يستسلمُ لآلهة الكرى , همهماتٌ هُنا وهُناك , الكلبُ يُنهي استراحة قصيرة , يستنفرُ سلاحهُ الأبيض , ع
لى كومةٍ منَ التُراب يتربص , تدسُّ المرأةُ جسدها الأسمر تحتَ دثارٍ مُهترئ , تململَ الرجلُ المُمددُ قليلاً , بدَّلَ في نومتهِ , فجأة ينتشرُ همسٌ وكلمات لمْ تستمر طويلاً , كانتْ التنهيدةُ تستبقُ الجميع , تباعد جليدي لم يخطر على قارعةِ البال , الصمتُ مازالَ يفرِضُ سيطرته , سيدُ القطيع ينتفضُ , اِستنفرَ البقية , رادرُ الكلب بدأ العمل بتسارع مثير , رائحةٌ غريبة مع ريح خفيفة , شيءٌ ما يتسللُ في السوادِ , نبحَ الكلبُ بشكلٍ مُختلف هذه المرة , سِمعَ نباحه صديقه البعيد , هبَّ منْ مرصده لحظات , كانَ الاِثنان في خندقٍ واحد , الزوجُ الثَمِلُ يُمسكُ بطرفِ ثوبه بأسنانه المحطّمة , بندقيةٌ عتيقة تبحثُ عن فريسة , الصمتُ فجأة أمسى ضجيجاً موجعاً , الأطفالُ يتوارون , رُبما خوفاً , الكلبُ وصديقهُ في المقدمة , الشبحُ كانَ قريباً جداً , المرأةُ لم تغادر الفراش , تمسحُ أشياء , يبدو بأنّها مازالت تحت تأثير الدقائق , رصاصةٌ طائشة تكسِرُ الضجّة , عِواءٌ يبتعدُ , القطيعُ يعاودُ نومه , الصمت المتواري يظهرُ مِنْ جديد ...
............
وليد.ع.العايش
31/12/2015م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق