(( يوميات رمضان )) 21
- الطبل -
_________
ليلةٌ شتاءٍ ذات أنياب ، الأمطار بدأت ٌ تتسللُ عبرَ ثقوب البابِ الخشبي , قاوم الصدأ وقهرَ الرياحِ طويلاً ، قطراتٌ تحملُ صقيعَ العالم ، وكأنها آتية من قطب آخر ، الخوف يندس بين حنايا الجسد المنهك ، البردُ يتجاوزُ حاجزَ الرحمة ، الأشجارُ تتلاصقُ حيناً وتنفر أحياناً أخرى ، رُبما كانت تفر هاربةً منْ قسوة قلب مظلم ، ورُبما كانت تطلب حنان الليلة الشقراء ، ذاك الرجل الذي فقد كل شيء في لحظة حمقاء ، يلجأُ لكوخٍ مُهترئ ، ثياب من عصر الإغريق تحتسي جسده الذي وصل لقارعة العمر ، الأنوار تشتعلُ مرةً وتترنحُ أخرى ، البيت القابعِ خلفَ خيوط القمر يتهيأُ لشيء لا يعرفه بِصمت وسكون ، الطبل يعلن قدومه منِ عُمقِ الرحلة ، صوتٌ أجش يُهللُ غير مُكترث بشتى اختراقات الزمن ، يتوسلُ الأرواحُ الهائمة على ثغر التاريخ ، آنَ آوانُ الرِحلة ، المطرُ يتكاثفُ فجأة ، البردُ يتقهقرُ من فتحة الباب الخشبي ، إمرأةٌ ريفية ، ربما هي في غير مكانها المعتاد ، تجتاحُ المكان بغنج نساء الكون ، صوتها الآسر يقارع المطر ، البيتُ الصامت من لحظاتٍ فقط ، يمتلئ بهمسات وأصداء صحون ، الطبل يلفظ أنفاسه ...
------------
وليد.ع.العايش
- الطبل -
_________
ليلةٌ شتاءٍ ذات أنياب ، الأمطار بدأت ٌ تتسللُ عبرَ ثقوب البابِ الخشبي , قاوم الصدأ وقهرَ الرياحِ طويلاً ، قطراتٌ تحملُ صقيعَ العالم ، وكأنها آتية من قطب آخر ، الخوف يندس بين حنايا الجسد المنهك ، البردُ يتجاوزُ حاجزَ الرحمة ، الأشجارُ تتلاصقُ حيناً وتنفر أحياناً أخرى ، رُبما كانت تفر هاربةً منْ قسوة قلب مظلم ، ورُبما كانت تطلب حنان الليلة الشقراء ، ذاك الرجل الذي فقد كل شيء في لحظة حمقاء ، يلجأُ لكوخٍ مُهترئ ، ثياب من عصر الإغريق تحتسي جسده الذي وصل لقارعة العمر ، الأنوار تشتعلُ مرةً وتترنحُ أخرى ، البيت القابعِ خلفَ خيوط القمر يتهيأُ لشيء لا يعرفه بِصمت وسكون ، الطبل يعلن قدومه منِ عُمقِ الرحلة ، صوتٌ أجش يُهللُ غير مُكترث بشتى اختراقات الزمن ، يتوسلُ الأرواحُ الهائمة على ثغر التاريخ ، آنَ آوانُ الرِحلة ، المطرُ يتكاثفُ فجأة ، البردُ يتقهقرُ من فتحة الباب الخشبي ، إمرأةٌ ريفية ، ربما هي في غير مكانها المعتاد ، تجتاحُ المكان بغنج نساء الكون ، صوتها الآسر يقارع المطر ، البيتُ الصامت من لحظاتٍ فقط ، يمتلئ بهمسات وأصداء صحون ، الطبل يلفظ أنفاسه ...
------------
وليد.ع.العايش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق