الخميس، 2 يونيو 2016

فريال 2 للكاتب وليد.ع.العايش

( فريال 2 )
---------
عندما أشرقت شمسُ ذاكَ الصباح , كانت فريالُ تُجهِّزُ صحونَ الإفطار لوحيدها , النسمةُ تُداعِبُ أوراقَ شجرةِ التوتِ كما يُداعِبُ عاشقٌ شَعَرَ حبيبتهِ السمراء , السماءُ تتوشّحُ ببعضِ غيومٍ رمادية , رُبما كانتْ تُعاني قَهْرَ حرارةِ الصيفِ الذي خرجتْ مِنْهُ لتوَّها , دموعٌ تملئُ مقلتيها , نارٌ هادئةٌ داخلَ غُرفةٍ مُثقلةٍ بشتى همومِ الحياة , اِنكسارُ الفجرِ يُخطئُ مسارهُ لأولِ مرّة , مازالَ ضجيجُ الصحونِ يُعانِدُ يدينِ ناعمتين , طاولةٌ خشبيةٌ تكادُ تفيِضُ , إبريقُ الشاي يعتزِلُ الجلسة ,كأسُ ماءٍ يترنَّحُ بتمردٍ شاحب , الأيدي تتناولُ طعامها مُسرعةً , يطلبُ إياد يدَ أُمّهِ ,لم يكنْ يدري بِأنَّه لن يمسّها مرّةً أُخرى , تركَ كأسَ الشاي الحزينِ , البابُ يصفعُ وجهَ فِريالَ المُصفرَّ , على طرفِ الطاولةِ الآخرَ كانتْ سعدى الابنةُ الوحيدة , تحتسي آخر رشفاتها , تنطلِقُ فِريالُ لعملها المُعتاد , المنزِلُ يبكي المُغادرين , الضُحى يتجاوزُ حدودهُ مُعانِقاً شمسَ الأصيل , الهاتفُ يبدو مُتأهباً , وكأنَّه ينتظرُ شيئاً , الرنينُ يطالُ مسامِعها , شوقها إلى الإنتهاءِ مِنَ العملِ جعلها تُهمِلُ ضجيجَ الهاتف , صمتَ لحظة ثُمَّ عاودَ رنينهُ برجاء , تناولتهُ بيدٍ واثقةٍ هذه المرة , قلمها يلثمُ أصابِعَ يدِها الأخُرى , كلماتٌ تئنُّ , سقطَ الهاتفُ فوقَ صفيحٍ حارٍ جداً , سقطتْ فِريالُ للمرة الثانية , لكنهُ كانَ سقوطاً مُختلفاً , سعدى تحتسي رشفةَ شايٍ سوداء ...
-------
وليد.ع.العايش
31/5/2016م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق