الجمعة، 3 يونيو 2016

حوارات الكاتب يحيى محمد سمونة

بقلم: يحيى محمد سمونة
صفحة من كتابي: نظرية النطق
أحيانا يعبر الواحد منا عن رأيه أو عن موقفه في أمر ما بـ صمت متعمد!! فهو بذلك يرسم علاقاته بكثير من الحذر و الانتباه، رائده في ذلك صمت مريب لولاه لوقع مظنة سلوك أهوج دعواه فيه: خرج الأمر عن يدي. فهو يلجأ إلى صمت لئلا يقع في محظور
قالت: صمتك يخيف، يرعب، يقتل! فكم ذهبت بي الظنون جراء صمتك مذاهب شتى؟! وكم مرة بت أهلوس مع نفسي، و عشرات التساؤلات عما يعتمل في صدرك؟! مالذي تخغيه عني أو تخبئ لي؟! دعني أبصم لك بعشر أصابعي أنك بصمتك أنت الأقوى و أنا الأضعف، و كأنك عرفت نقطة ضعفي فولجت منها فأنت تقتلني و تقهرني و تجعلني أحار في أمرك! ثم لا أجد أمامي سوى البكاء عساها الدموع أن تخفف من غلواء نفسي و ما لا أجرؤ على البوح به!
[قلت: يكون الصمت في لحظة ما ضرورة حتمية تقتضيها ظروف مرحلية يكون الصامت فيها هو الأقوى بشرط أن يكون اختياره لصمته في زمانه و مكانه]
[قلت: ولكن فليحذر المرء أن يستخدم الصمت كسلاح يواجه به الزوجة أو الأصدقاء، بل: حسبه الصمت كسلاح أن يكون في وجه عدو !فلربما فعل فعله الجبار في قتل و تحطيم و إذلال الخصم دون أدنى خسائر تذكر!
فعلى سبيل المثال يحاول العدو أن يستفزك و يحرك فيك بعض النعرات و يستجيش فيك العواطف و يضرب على وتر الرغبة المنتنة! فكم يفرح عدوك إذ تستجيب له و تلبي مطالبه و تحقق مراده! و كم يغضب عدوك و خصمك إذ يراك صامتا لا تأبه له و ما يطلق من تلويحات و تلميحات و تهديدات يريد أن يقهرك بها و من خلالها!!]
قلت لها: ما كنت أعلم أن صمتي يثير فيك ذلك كله ! غير أن صمتي ما هو سوى طريقة أعالج بها بعض أزمات حياتنا و أنا أنضوي تحت المثل القائل : مكره أخاك لا بطل
قالت: هلا صارحتني و لم تتركني نهب شكوكي و مخاوفي؟!
قلت: أجدني أحيانا أصمت من قبيل كتم غيظ و حنق!
قالت: و علام ذاك ؟!
قلت: طريقة الرجل في التفكير تختلف تماما عن طريقة المرأة و طبعا لا يعني ذلك انتقاصا من قدر المرأة بل كلامي ما هو سوى توصيف لحقيقة الأمر ، فالرجل يفكر بطريقة التخفيف ما أمكنه ذلك من ضغوطات الحياة و متطلباتها، و يسعى إلى إيجاد حالة توازن ما بين صادر و وارد !
لكن المرأة تفكر بطريقة تحميل الرجل لمسؤولياته تجاهها حتى و إن كانت مطالبها خارجة عن قدرته و طاقته و امكاناته!
و كتب: يحيى محمد سمونة. حلب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق