الأربعاء، 29 يونيو 2016
نسيان للكاتبة ورق الياسمين
ق.ق.ج
تملكتها رغبة السفر رغم الظروف الآنية، حملت متاعاً خفيفاً، تبغي البحرَ ، حيث لا حدود للأفق ، كانت معاناة الحصولِ على مقعدٍ بحافلة النقل، كمن يُحشَرُ بعنقِ زجاجة، بعد هنيهةٍ لاذَ الكلُُ بالصمتِ ، تماهى الطريقُ برقةٍ وانسياب كشلالٍ ، تحفُّ جانبيه خضراءُ باسقات ، أغمضت عينيهاكي تحتفظَ بالسحرِ، يدٌ نكزتها ، جَفَلتْ ، ضيَّعَت الحلم
_لقد وصلنا ، الأجرة ياسيدة
_لقد وصلنا ، الأجرة ياسيدة
ورق الياسمين /عبير /
متاهات وتيه للكاتب عبد العزيز سلاك
((متاهات وتيه))
مثل عشقي لك
غرف اشواق
من فوقها غرف اشتياق
هوسي بك
بنيان صرح
ممرغ من لظى شفاه
قوارير ترمي بشرر
كل حين تنفث انينا واهات.
مثل حبي لك كشجرة
دائم ظلها
قاسيات اغصانها
عند المنتهى يداعبها النسيم
فتتعرق ثمارها
فتنبلج ازرارها نورا
في كل الاوقات..
مثل شغفي
كطيارة من ورق تخترق المدى
معلقة في جو السماء
حين حضورك تهوي بي
نظراتك
الى مكان سحيق
فاعيد الكرة
كما خروج من الاجداث
وبداية الحياة..
غرف اشواق
من فوقها غرف اشتياق
هوسي بك
بنيان صرح
ممرغ من لظى شفاه
قوارير ترمي بشرر
كل حين تنفث انينا واهات.
مثل حبي لك كشجرة
دائم ظلها
قاسيات اغصانها
عند المنتهى يداعبها النسيم
فتتعرق ثمارها
فتنبلج ازرارها نورا
في كل الاوقات..
مثل شغفي
كطيارة من ورق تخترق المدى
معلقة في جو السماء
حين حضورك تهوي بي
نظراتك
الى مكان سحيق
فاعيد الكرة
كما خروج من الاجداث
وبداية الحياة..
عبد العزيز سلاك
إنْ تختفي للكاتب نظام صلاح
إنْ تختفي فاتبعْ أثرها
واقتَفي
شمسي شروقٌ
وهجُها لا ينطَفي
في لطفها المعهودِ تُلقي دِفأها
تبدي حنانًا في سطوعٍ تحتفي
صبحًا أطلَّتْ في غرورٍ واثقٍ
من عطرها
سحرٌ شذا أوصافَها
قد أسرفتْ في سحرها
حتى غدتْ
روحي لديها
في خُشوعٍ دائِمِ
في بردِها ماستْ دلالًا تنثني
مالت قليلًا
في غروبٍ فاتِنِ
قلبي طَميعٌ
يستضيفُ الحبَّ في أوطانهِ
يرجو مكوثًا في حِما هذا الجمال المسرِفِ
بدرٌ سنا
نالَ العلا
نال المنى في عصرهِ
يا حسنهُ
فاق الجمال اليوسفي
واقتَفي
شمسي شروقٌ
وهجُها لا ينطَفي
في لطفها المعهودِ تُلقي دِفأها
تبدي حنانًا في سطوعٍ تحتفي
صبحًا أطلَّتْ في غرورٍ واثقٍ
من عطرها
سحرٌ شذا أوصافَها
قد أسرفتْ في سحرها
حتى غدتْ
روحي لديها
في خُشوعٍ دائِمِ
في بردِها ماستْ دلالًا تنثني
مالت قليلًا
في غروبٍ فاتِنِ
قلبي طَميعٌ
يستضيفُ الحبَّ في أوطانهِ
يرجو مكوثًا في حِما هذا الجمال المسرِفِ
بدرٌ سنا
نالَ العلا
نال المنى في عصرهِ
يا حسنهُ
فاق الجمال اليوسفي
خراصون للكاتب جميل جمال
خراصون
أخبرونا أنها احتضان،
كينونة واستدامة،
ولجوا إلى أفكارنا من زوايا ضيقة مظلمة،
أخبرونا أنها للجميع وأن الدين للديان،
حقيقة
بألسنة الكذب،
أمسكوا شعلتهم أحرقونا،
أبدلوا النور نارا ،
لا يأتل أحدهم عن ذبح الحمائم عند أقدام الكلام،
كلام كاذب يطأ رؤوسنا فتثاقل بما علق بالشسع،
كلام كثير شح وأكدى بحقيقته،
نبع فاض مياها آسنة،
شربناه ماارتوينا ،
أهدونا إصرا سرقوا منا عمرا ،
نعبر على حلل فوق جسر متقهقر
نروم النور البعيد،
نور بدأ يخبو بعد أن سرقوا الإثمد من العيون،
الزرقاء فقدت بصرها وقبله بصيرتها،
خراصون أخذوا بيدها للجنة رموها في سقر،
خراصون ماكان ذا الوطر،
خدعوها ،
خطفوها من لحظات البرد،
كبلوها بالسعير،
تئن اللواعج تشكو اللظى،
بلادي.
بقلمي جميل جمال سوريا
كينونة واستدامة،
ولجوا إلى أفكارنا من زوايا ضيقة مظلمة،
أخبرونا أنها للجميع وأن الدين للديان،
حقيقة
بألسنة الكذب،
أمسكوا شعلتهم أحرقونا،
أبدلوا النور نارا ،
لا يأتل أحدهم عن ذبح الحمائم عند أقدام الكلام،
كلام كاذب يطأ رؤوسنا فتثاقل بما علق بالشسع،
كلام كثير شح وأكدى بحقيقته،
نبع فاض مياها آسنة،
شربناه ماارتوينا ،
أهدونا إصرا سرقوا منا عمرا ،
نعبر على حلل فوق جسر متقهقر
نروم النور البعيد،
نور بدأ يخبو بعد أن سرقوا الإثمد من العيون،
الزرقاء فقدت بصرها وقبله بصيرتها،
خراصون أخذوا بيدها للجنة رموها في سقر،
خراصون ماكان ذا الوطر،
خدعوها ،
خطفوها من لحظات البرد،
كبلوها بالسعير،
تئن اللواعج تشكو اللظى،
بلادي.
بقلمي جميل جمال سوريا
الثلاثاء، 28 يونيو 2016
صرخات على الجدار الشَّفاف للكاتب إيهاب بديوي
صرخات على الجدار الشَّفاف
للكبار فقط
التقيا على باب المنزل، عائد من عمله وعائدة من السوق، أيقن أن الطعام غير جاهز، رمقها بنظرة غاضبة فعاجلته بحجة قوية، اضطر إلى الصمت ودخل يجر معدته خلف أقدامه، لا نوم مع الجوع، ولا حياة مع مثل هذه الزوجة، هكذا حدث نفسه وهو يتابع مطربة حسناء تتدلل بجسد مصنوع بالكامل خارج البلاد رغم أنها خرجت من منطقة شعبية قريبة منه، ابتسم وهو يحسد السبعة الذين تزوجتهم، أخيرا أحضرت له زوجته طبق أرز ومعه فاصوليا بيضاء، نظر لها طويلا ثم سألها عن بقية الطعام. ابتسمت ساخرة من راتبه مقارنة مع تطلعاته، لعنها في سره بعد أن لعن الظلم المستشري في البلد، بعد أن امتلأت معدته غلبه النعاس. دخل إلى غرفته وانهار على فراشه رغم ضجيج الشارع وصراع الأبناء الذي لا ينتهي.
قام فزعا بعد قليل على صوت صراخ متواصل، جرى ناحية مصدر الصوت. كان الحمام وابنته المراهقة مرتعبة من صرصار متوسط ظهر في أحد أركان الحمام الصغير. نظر لها بغضب شديد ثم ملأ دلو ماء ساخن وألقاه عليه كي تتعلم كيف تتصرف عندما تكون وحدها، قام بحمل قتيله وجرى خلف ابنته التي لم تتوقف عن الصراخ وزوجته تطلب منه أن يعقل قليلا...
هرب منه النوم. نزل إلى المقهى فالتقى بعد الأصحاب وقضى معهم ساعات حتى اقترب الليل من انتصافه، عاد مرهقا، دخل من فوره ليلحق بآخر ساعات النوم قبل يوم مرهق آخر، ما أن ذهب في النوم حتى رأى نفسه في واد تحيطه الجبال من كل جانب، لم يجد منفذا واحدا أو وسيلة مساعدة يستطيع استغلالها للخروج من هذا المأزق، سمع صوتا من خلفه فالتفت، ارتعدت ركبتاه وفتح فاه من هول المفاجأة، صرصار عملاق ينزل من قمة الوادي وعيونه مسلطة عليه. ثم رأى الأعجب، مجموعة من الصراصير كونت حلقة حول قمم الجبال كأنها جمهور جاء ليشاهد حدثا عظيما، وصل الصرصار إليه ثم وقف على أرجله الخلفية، حشرة عملاقة بتفاصيلها المقززة، أحاطه بقرون استشعاره الحادة، سمع دقة على جرس فضربه ذلك الوحش ضربة واحدة من قدمه المغطاة بشعيرت مستدقة فألقاه بعيدا على ظهره، أدرك أنه عرض ما، وأنها حلبة مصارعة من نوع جديد، دقق في وجه الصرصار فاكتشف أنه نفس الذي قتله في الصباح، كانت عنده علامة لونية مميزة، طلب منه الرحمة فضربه بقوة وعنف مرة أخرى. بكى، نظرت له الحشرة باحتقار، ثم صعدت إلى قمة الوادي مرة أخرى واختفت مع أقرانها، ظن أن العرض قد انتهى، لكنه فوجئ بهم يعودون جميعا وفي يد كل منهم دلو عملاق تخرج منه أبخرة كثيفة، ثم ألقوا ما به عليه في توقيت واحد، انسلخ جلده وذابت عظامه من شدة حرارة المياه.
قام من نومه فزعا يلهث بقوة، فزعت زوجته وأحضرت له ماءا تسأله عما حدث، في نفس الوقت صرخت ابنته، خرجوا سريعا لمعرفة ما يحدث، كانت الفتاة تتصبب عرقا وتبكي بشدة وهي تنظر إلى أحد أركان الغرفة، نظروا حيث تنظر فلم يجدوا شيئا، هدء من روعها وسألها عما رأت، قالت أنها شعرت بحركة فوق صدرها. فتحت عينها فإذا بها قطة سوداء تنظر لها بعين حمراء غاضبة شرسة ثم قفزت إلى ركن الغرفة، طمأنها والدها أنه مجرد كابوس رأى هو نفسه حلما قريبا منه منذ قليل، نامت معها والدتها لتطمئنها بينما عاد هو إلى غرفته يتعجب من هذه المصادفة.
بعد قليل سمع صوت صراخهما معا، اجتمعت الأسرة في غرفة الفتاة، ولدان أصغر منها والأم يقفون في ذهول فوق الفراش، نظر حيث ينظرون، قط أسود يقف محدقا على المقعد الصغير، من أين دخل والشقة محكمة؟ ماذا يفعل في غرفة الفتاة؟ أرعبهم أكثر أن بدأ يشتعل ذاتيا، حرفيا شاهدوا نارا تخرج من عينيه وتحرق الستارة القريبة، بعد أن جمدتهم الصدمة للحظات أسرع يحضر ماءا لإطفاء النار قبل أن تمتد، نجح في أن يعيدهم من ذهولهم بصراخه فيهم ليساعدوه، سيطروا على الموقف أخيرا، بحثوا عن القط فلم يجدوه، انهارت الفتاة وأمها في بكاء مرير، طلبت منه أن يتصرف ويبحث عن ذلك القط الغريب ويطرده خارج المنزل، خرج والرعب يتملكه، قلب الشقة رأسا على عقب، حتى فتح دولاب غرفة النوم، وقف مذهولا، شل تفكيره كما عجز عن الحركة والصراخ، عشرات القطط السوداء تقف متعامدة داخل الدولاب مكونة شكلا هرميا معقدا وعيونها تقطر نارا وشرا، تراجع للخلف أخيرا ثم أكمل سيره عدوا، وجد زوجته وأولاده في حالة رعب آخر بعد أن اشتعلت النار بدون سبب في ملابس الفتاة. اجتمعوا في صالة الشقة ولم يستطيعوا النوم إلا بعد أن طلعت الشمس. كان الجميع مهتزا مرعوبا لا يفهم مالذي يحدث، لم يستطع أحد منهم مغادرة المنزل قبل الظهيرة، نزل متهالكا فذهب إلى المسجد القريب، أدى صلاته بذهن شارد ثم طلب من الشيخ الحديث منفردا، حكى له ما حدث في الليل بالتفصيل، طلب منه أن يهدأ وسيحضر له بعد صلاة العصر ومعه شيخ زميل متخصص أكثر في هذه الظواهر، نزل له مرة أخرى لصلاة العصر وقد أصاب الأسرة كلها الرعب لقرب دخول الليل دون أن يفهموا شيئا، حضروا أخيرا، بمجرد دخهولهم بدا على الشيخ المتخصص التجهم الشديد وأخذ نفسا عميقا، طلب التوجه مباشرة ناحية الأماكن التي شاهدوا فيها القطط، كان يتمتم بصوت خفيض وهو يتنقل من غرفة لأخرى، طلب في النهاية مشاهدة الحمام ثم سألهم سؤالا مباشرا: هل ألقيتم ماءا ساخنا في الحمام؟
نظروا لبعضهم بذهول ثم أجابه بالإيجاب، هز رأسه عدة مرات ثم طلب البقاء في غرفة الفتاة وحده قليلا، سمعوا قراءته لآيات من القرآن مع تشغيل كل أجهزة المنزل على سورة البقرة وتكرارها باستمرار، دخل عليهم الليل، انقبضت قلوبهم جميعا، طمأنهم أنه سيقضي معهم الليلة بينما ذهب الشيخ الآخر إلى مسجده. جلس معهم جميعا حسب طلبه وبدأ يسأل الأب أسئلة محددة: هل تركتم المنزل أكثر من 40 يوما؟ أجابه الأب أنه ترك زوجته وأولاده مع أسرته في الريف لسفره ثلاثة أشهر في مهمة عمل عادوا منها الأسبوع السابق.
سأله إن كان في العمارة شقق مغلقة، أخبره أن هناك شقة مغلقة منذ سنوات بجوارهم لسفر أصحابها.
سأله إن كانوا قد لاحظوا بعد عودتهم انقطاعا متكررا للكهرباء وفسادا سريعا للخضار والفاكهة؟ نظروا لبعضهم جميعا وأخبرته الزوجة أن الفاكهة بالذات كانت تشتريها طازجة وتتركها قليلا بعد غسلها فتجدها وقد ظهرت عليها علامات الفساد وكأنها متروكة من عدة أيام.
سألهم إن كانوا قد سمعوا أصواتا غريبة خاصة بالليل أو شعروا بحركة خاصة في الحمام أو المطبخ؟ أجابت الفتاة سريعا أنها سمعت أكثر من مرة أصواتا هامسة في الحمام وحركة خفيفة جدا في المطبخ.
هز الشيخ رأسه عدة مرات ثم طلب أن ينفرد بالفتاة، سألها إن كانت قد رأت في أحلامها كوابسا أو سمعت همسا باسمها، أخبرته متعجبة أنها بالفعل سمعت نداءا هامسا باسمها عدة مرات خاصة في السنة الأخيرة ولكنها لم تعر الأمر اهتماما، كما أنها تعرضت لكوابيس حادة على فترات متقطعة من عمرها حتى كرهت النوم.
أخذ نفسا عميقا يحاول تجميع إرادته وقوته معا، طلب منهم أن يهدأوا تماما ويناموا معا في غرفة واحدة، وسيقضي معهم الليلة لكن سيظل في الصالة يقرأ القرآن ويراقب الموقف، حانت منه غفوة خفيفة استيقظ منها على صوت حركة، كانت ساعته تشير إلى ما بعد منتصف الليل، تلاعب النور قليلا، ثم لاحظ اطفاء ضوء الحمام، ترقب الموقف، سمع همسا، ثم شاهد رأس قط أسود يطل عليه من الحمام بعيون حمراء، حاول الثبات، رأي عيونا كثيرة تطل من فوق رأس ذلك القط، خفق قلبه بشدة، في لحظة واحدة وجد القط بجواره، ارتفع صوته بالآيات القرآنية، نظر له القط بغضب، وقع في قلبه أن أهل البيت هم من بدأوا في الإيذاء، صوتا هامسا بغير كلام، أجاب أنهم لم يقصدوا، جاءه الهمس في يقينه أن طفلا قد أصيب بحروق شديدة ولابد من الإنتقام، وعليه أن يخرج قبل أن يصيبه أذى، سأل إنا كانوا عُمَّارا، جاءه الرد بالإيجاب، سأل عن سبب انتقالهم للشقة هنا، أجابوه طعام وفير والشقة القديمة رائحة لا تطاق، طلب منهم أن يعودوا إلى الشقة المغلقة في سلام، زام القط غضبا، ثم سمع صراخ الأسرة من الداخل، أسرع إليهم، ملابس الفتاة بدأت في الإشتعال الذاتي، وقع في يقينه أنها أضعف الحلقات ونقطة الإتصال، بكت الأم وطلبت أن يغادروا المنزل فورا، حذرها الشيخ من أنهم مطاردون ولو خرجوا ستتع دائرة الخطر حولهم، نظر للقط في غضب وحذره، اختفى القط وعادت الكهرباء التي انقطعت قليلا، دخلوا جميعا في نوبة بكاء مريرة، طمأنهم الشيخ أنه سيشكل في اليوم التالي فريقا قويا ليتخلصوا من هذه المصيبة، طلعت الشمس وظنوا أن الهجوم سيتوقف في النهار، خرج الشيخ ليرتاح قليلا ويحضر المدد، بعد الظهر فوجئوا بعدد هائل من القطط في الصالة، وفي وسطها كائن غريب يشبه الضبع لكنه بلا ملامح، فقدوا النطق، حاصروهم في غرفة الفتاة، غابوا جميعا عن الوعي، عاد الشيخ فوجدهم في حالة انهيار تام أحضر بعد أن اضطر إلى كسر باب الشقة لأنهم لا يستجيبون، طلب منهم الهدوء التام لأن المرحلة التالية شديدة الصعوبة وسيتعرضون لهجوم حاد مباشر، خاصة لو توفي ابن العمار، أحضر معه شيخين وبدأوا بالعمل فورا، قرأوا آيات معينه، حضرت لهم قبائل أخرى، طلبوا منهم التدخل لحماية العائلة من القبيلة الغاضبة، جاء الرد بعد شد وجذب أنهم يريدون حياة الفتاة قربانا، سألهم عن سر تمسكهم بالفتاة، أخبروهم أنها الأضعف مقاومة وأن جسمها الإثيري الحامي للجسد مكون من طبقات يمكن اختراقها وبالتالي هي الأكثر ملاءمة لهم، كما أنها عمرا مناسبة أيضا وقد خضعت لمراقبة طويلة من العمار عندما كانوا يقطنون في الشقة المغلقة، وانتهزوا فرصة خلو المنزل فترة طويلة لينتقلوا للإقامة هنا.
حاول الشيوخ حث ضيوفهم على طرد العمار بعد أن فشلت المفاوضات، انقطعت الكهرباء بعدما حل الظلام، خرجت القطط من الحمام وفي وسطها الضبع الكبير والغضب يتطاير من عينيها، اختفى الضيوف، وجدا المشايخ أنفسهم في مواجهة مباشرة، تم تحذيرهم من التدخل وشل حركتهم، دخلت المجموعة الغاضبة على الأسرة، عرف المشايخ أن الصغير قد مات، غاب الجميع عن الوعي.
في الصباح كانت الشقة محترقة بالكامل، كان الجيران قد استطاعوا إنقاذ الأسرة وقد حدثت تشوهات تشبه جروح المخالب في كل أجسادهم، ولم يعثروا للفتاة على أثر.
إيهاب بديوي
للكبار فقط
التقيا على باب المنزل، عائد من عمله وعائدة من السوق، أيقن أن الطعام غير جاهز، رمقها بنظرة غاضبة فعاجلته بحجة قوية، اضطر إلى الصمت ودخل يجر معدته خلف أقدامه، لا نوم مع الجوع، ولا حياة مع مثل هذه الزوجة، هكذا حدث نفسه وهو يتابع مطربة حسناء تتدلل بجسد مصنوع بالكامل خارج البلاد رغم أنها خرجت من منطقة شعبية قريبة منه، ابتسم وهو يحسد السبعة الذين تزوجتهم، أخيرا أحضرت له زوجته طبق أرز ومعه فاصوليا بيضاء، نظر لها طويلا ثم سألها عن بقية الطعام. ابتسمت ساخرة من راتبه مقارنة مع تطلعاته، لعنها في سره بعد أن لعن الظلم المستشري في البلد، بعد أن امتلأت معدته غلبه النعاس. دخل إلى غرفته وانهار على فراشه رغم ضجيج الشارع وصراع الأبناء الذي لا ينتهي.
قام فزعا بعد قليل على صوت صراخ متواصل، جرى ناحية مصدر الصوت. كان الحمام وابنته المراهقة مرتعبة من صرصار متوسط ظهر في أحد أركان الحمام الصغير. نظر لها بغضب شديد ثم ملأ دلو ماء ساخن وألقاه عليه كي تتعلم كيف تتصرف عندما تكون وحدها، قام بحمل قتيله وجرى خلف ابنته التي لم تتوقف عن الصراخ وزوجته تطلب منه أن يعقل قليلا...
هرب منه النوم. نزل إلى المقهى فالتقى بعد الأصحاب وقضى معهم ساعات حتى اقترب الليل من انتصافه، عاد مرهقا، دخل من فوره ليلحق بآخر ساعات النوم قبل يوم مرهق آخر، ما أن ذهب في النوم حتى رأى نفسه في واد تحيطه الجبال من كل جانب، لم يجد منفذا واحدا أو وسيلة مساعدة يستطيع استغلالها للخروج من هذا المأزق، سمع صوتا من خلفه فالتفت، ارتعدت ركبتاه وفتح فاه من هول المفاجأة، صرصار عملاق ينزل من قمة الوادي وعيونه مسلطة عليه. ثم رأى الأعجب، مجموعة من الصراصير كونت حلقة حول قمم الجبال كأنها جمهور جاء ليشاهد حدثا عظيما، وصل الصرصار إليه ثم وقف على أرجله الخلفية، حشرة عملاقة بتفاصيلها المقززة، أحاطه بقرون استشعاره الحادة، سمع دقة على جرس فضربه ذلك الوحش ضربة واحدة من قدمه المغطاة بشعيرت مستدقة فألقاه بعيدا على ظهره، أدرك أنه عرض ما، وأنها حلبة مصارعة من نوع جديد، دقق في وجه الصرصار فاكتشف أنه نفس الذي قتله في الصباح، كانت عنده علامة لونية مميزة، طلب منه الرحمة فضربه بقوة وعنف مرة أخرى. بكى، نظرت له الحشرة باحتقار، ثم صعدت إلى قمة الوادي مرة أخرى واختفت مع أقرانها، ظن أن العرض قد انتهى، لكنه فوجئ بهم يعودون جميعا وفي يد كل منهم دلو عملاق تخرج منه أبخرة كثيفة، ثم ألقوا ما به عليه في توقيت واحد، انسلخ جلده وذابت عظامه من شدة حرارة المياه.
قام من نومه فزعا يلهث بقوة، فزعت زوجته وأحضرت له ماءا تسأله عما حدث، في نفس الوقت صرخت ابنته، خرجوا سريعا لمعرفة ما يحدث، كانت الفتاة تتصبب عرقا وتبكي بشدة وهي تنظر إلى أحد أركان الغرفة، نظروا حيث تنظر فلم يجدوا شيئا، هدء من روعها وسألها عما رأت، قالت أنها شعرت بحركة فوق صدرها. فتحت عينها فإذا بها قطة سوداء تنظر لها بعين حمراء غاضبة شرسة ثم قفزت إلى ركن الغرفة، طمأنها والدها أنه مجرد كابوس رأى هو نفسه حلما قريبا منه منذ قليل، نامت معها والدتها لتطمئنها بينما عاد هو إلى غرفته يتعجب من هذه المصادفة.
بعد قليل سمع صوت صراخهما معا، اجتمعت الأسرة في غرفة الفتاة، ولدان أصغر منها والأم يقفون في ذهول فوق الفراش، نظر حيث ينظرون، قط أسود يقف محدقا على المقعد الصغير، من أين دخل والشقة محكمة؟ ماذا يفعل في غرفة الفتاة؟ أرعبهم أكثر أن بدأ يشتعل ذاتيا، حرفيا شاهدوا نارا تخرج من عينيه وتحرق الستارة القريبة، بعد أن جمدتهم الصدمة للحظات أسرع يحضر ماءا لإطفاء النار قبل أن تمتد، نجح في أن يعيدهم من ذهولهم بصراخه فيهم ليساعدوه، سيطروا على الموقف أخيرا، بحثوا عن القط فلم يجدوه، انهارت الفتاة وأمها في بكاء مرير، طلبت منه أن يتصرف ويبحث عن ذلك القط الغريب ويطرده خارج المنزل، خرج والرعب يتملكه، قلب الشقة رأسا على عقب، حتى فتح دولاب غرفة النوم، وقف مذهولا، شل تفكيره كما عجز عن الحركة والصراخ، عشرات القطط السوداء تقف متعامدة داخل الدولاب مكونة شكلا هرميا معقدا وعيونها تقطر نارا وشرا، تراجع للخلف أخيرا ثم أكمل سيره عدوا، وجد زوجته وأولاده في حالة رعب آخر بعد أن اشتعلت النار بدون سبب في ملابس الفتاة. اجتمعوا في صالة الشقة ولم يستطيعوا النوم إلا بعد أن طلعت الشمس. كان الجميع مهتزا مرعوبا لا يفهم مالذي يحدث، لم يستطع أحد منهم مغادرة المنزل قبل الظهيرة، نزل متهالكا فذهب إلى المسجد القريب، أدى صلاته بذهن شارد ثم طلب من الشيخ الحديث منفردا، حكى له ما حدث في الليل بالتفصيل، طلب منه أن يهدأ وسيحضر له بعد صلاة العصر ومعه شيخ زميل متخصص أكثر في هذه الظواهر، نزل له مرة أخرى لصلاة العصر وقد أصاب الأسرة كلها الرعب لقرب دخول الليل دون أن يفهموا شيئا، حضروا أخيرا، بمجرد دخهولهم بدا على الشيخ المتخصص التجهم الشديد وأخذ نفسا عميقا، طلب التوجه مباشرة ناحية الأماكن التي شاهدوا فيها القطط، كان يتمتم بصوت خفيض وهو يتنقل من غرفة لأخرى، طلب في النهاية مشاهدة الحمام ثم سألهم سؤالا مباشرا: هل ألقيتم ماءا ساخنا في الحمام؟
نظروا لبعضهم بذهول ثم أجابه بالإيجاب، هز رأسه عدة مرات ثم طلب البقاء في غرفة الفتاة وحده قليلا، سمعوا قراءته لآيات من القرآن مع تشغيل كل أجهزة المنزل على سورة البقرة وتكرارها باستمرار، دخل عليهم الليل، انقبضت قلوبهم جميعا، طمأنهم أنه سيقضي معهم الليلة بينما ذهب الشيخ الآخر إلى مسجده. جلس معهم جميعا حسب طلبه وبدأ يسأل الأب أسئلة محددة: هل تركتم المنزل أكثر من 40 يوما؟ أجابه الأب أنه ترك زوجته وأولاده مع أسرته في الريف لسفره ثلاثة أشهر في مهمة عمل عادوا منها الأسبوع السابق.
سأله إن كان في العمارة شقق مغلقة، أخبره أن هناك شقة مغلقة منذ سنوات بجوارهم لسفر أصحابها.
سأله إن كانوا قد لاحظوا بعد عودتهم انقطاعا متكررا للكهرباء وفسادا سريعا للخضار والفاكهة؟ نظروا لبعضهم جميعا وأخبرته الزوجة أن الفاكهة بالذات كانت تشتريها طازجة وتتركها قليلا بعد غسلها فتجدها وقد ظهرت عليها علامات الفساد وكأنها متروكة من عدة أيام.
سألهم إن كانوا قد سمعوا أصواتا غريبة خاصة بالليل أو شعروا بحركة خاصة في الحمام أو المطبخ؟ أجابت الفتاة سريعا أنها سمعت أكثر من مرة أصواتا هامسة في الحمام وحركة خفيفة جدا في المطبخ.
هز الشيخ رأسه عدة مرات ثم طلب أن ينفرد بالفتاة، سألها إن كانت قد رأت في أحلامها كوابسا أو سمعت همسا باسمها، أخبرته متعجبة أنها بالفعل سمعت نداءا هامسا باسمها عدة مرات خاصة في السنة الأخيرة ولكنها لم تعر الأمر اهتماما، كما أنها تعرضت لكوابيس حادة على فترات متقطعة من عمرها حتى كرهت النوم.
أخذ نفسا عميقا يحاول تجميع إرادته وقوته معا، طلب منهم أن يهدأوا تماما ويناموا معا في غرفة واحدة، وسيقضي معهم الليلة لكن سيظل في الصالة يقرأ القرآن ويراقب الموقف، حانت منه غفوة خفيفة استيقظ منها على صوت حركة، كانت ساعته تشير إلى ما بعد منتصف الليل، تلاعب النور قليلا، ثم لاحظ اطفاء ضوء الحمام، ترقب الموقف، سمع همسا، ثم شاهد رأس قط أسود يطل عليه من الحمام بعيون حمراء، حاول الثبات، رأي عيونا كثيرة تطل من فوق رأس ذلك القط، خفق قلبه بشدة، في لحظة واحدة وجد القط بجواره، ارتفع صوته بالآيات القرآنية، نظر له القط بغضب، وقع في قلبه أن أهل البيت هم من بدأوا في الإيذاء، صوتا هامسا بغير كلام، أجاب أنهم لم يقصدوا، جاءه الهمس في يقينه أن طفلا قد أصيب بحروق شديدة ولابد من الإنتقام، وعليه أن يخرج قبل أن يصيبه أذى، سأل إنا كانوا عُمَّارا، جاءه الرد بالإيجاب، سأل عن سبب انتقالهم للشقة هنا، أجابوه طعام وفير والشقة القديمة رائحة لا تطاق، طلب منهم أن يعودوا إلى الشقة المغلقة في سلام، زام القط غضبا، ثم سمع صراخ الأسرة من الداخل، أسرع إليهم، ملابس الفتاة بدأت في الإشتعال الذاتي، وقع في يقينه أنها أضعف الحلقات ونقطة الإتصال، بكت الأم وطلبت أن يغادروا المنزل فورا، حذرها الشيخ من أنهم مطاردون ولو خرجوا ستتع دائرة الخطر حولهم، نظر للقط في غضب وحذره، اختفى القط وعادت الكهرباء التي انقطعت قليلا، دخلوا جميعا في نوبة بكاء مريرة، طمأنهم الشيخ أنه سيشكل في اليوم التالي فريقا قويا ليتخلصوا من هذه المصيبة، طلعت الشمس وظنوا أن الهجوم سيتوقف في النهار، خرج الشيخ ليرتاح قليلا ويحضر المدد، بعد الظهر فوجئوا بعدد هائل من القطط في الصالة، وفي وسطها كائن غريب يشبه الضبع لكنه بلا ملامح، فقدوا النطق، حاصروهم في غرفة الفتاة، غابوا جميعا عن الوعي، عاد الشيخ فوجدهم في حالة انهيار تام أحضر بعد أن اضطر إلى كسر باب الشقة لأنهم لا يستجيبون، طلب منهم الهدوء التام لأن المرحلة التالية شديدة الصعوبة وسيتعرضون لهجوم حاد مباشر، خاصة لو توفي ابن العمار، أحضر معه شيخين وبدأوا بالعمل فورا، قرأوا آيات معينه، حضرت لهم قبائل أخرى، طلبوا منهم التدخل لحماية العائلة من القبيلة الغاضبة، جاء الرد بعد شد وجذب أنهم يريدون حياة الفتاة قربانا، سألهم عن سر تمسكهم بالفتاة، أخبروهم أنها الأضعف مقاومة وأن جسمها الإثيري الحامي للجسد مكون من طبقات يمكن اختراقها وبالتالي هي الأكثر ملاءمة لهم، كما أنها عمرا مناسبة أيضا وقد خضعت لمراقبة طويلة من العمار عندما كانوا يقطنون في الشقة المغلقة، وانتهزوا فرصة خلو المنزل فترة طويلة لينتقلوا للإقامة هنا.
حاول الشيوخ حث ضيوفهم على طرد العمار بعد أن فشلت المفاوضات، انقطعت الكهرباء بعدما حل الظلام، خرجت القطط من الحمام وفي وسطها الضبع الكبير والغضب يتطاير من عينيها، اختفى الضيوف، وجدا المشايخ أنفسهم في مواجهة مباشرة، تم تحذيرهم من التدخل وشل حركتهم، دخلت المجموعة الغاضبة على الأسرة، عرف المشايخ أن الصغير قد مات، غاب الجميع عن الوعي.
في الصباح كانت الشقة محترقة بالكامل، كان الجيران قد استطاعوا إنقاذ الأسرة وقد حدثت تشوهات تشبه جروح المخالب في كل أجسادهم، ولم يعثروا للفتاة على أثر.
إيهاب بديوي
أحبيني للكاتب نظام صلاح
أحبيني ..أحبيني
وجودي وصلَ تمكيني
إذا لم تسعفي قلبي
فمن يشفي شراييني
ومن للروح يؤنسها
ويسعدها
ويشجيها
يغذيها
فيحييها
ويسعدها
ويشجيها
يغذيها
فيحييها
أحبيني ..أحبيني
ففيكِ نشيدُ تكويني
وللألحانِ أغنيةً
تناديكِ
تناجيكِ
أحبيني أحبيني
تناجيكِ
أحبيني أحبيني
أحبيني فبي شغفي
وأشجاني تروّيني
وأشعاري أدَوِّنُها
اُسَطِّرُها دواويني
أُرَتِّلُها تلاحيني
وادنو منك مُحتَضِنًا
وأهمسها من الثغرِ
من القلبِ
ومن روحي
أحبيني أحبيني
من القلبِ
ومن روحي
أحبيني أحبيني
أتوقُ لعطرِ مبسمُكِ
إلى روحي فتشذيها
وأنفاسي إن اشتعلتْ
فمن في الصدر يبقيها
ويطفيها
إذا ثارتْ براكيني
إذا ثارتْ براكيني
أتى قلبي يناشدُكِ
ويرجوكِ
أحبيني
إلى الأحضانِ ضميني
ويرجوكِ
أحبيني
إلى الأحضانِ ضميني
أعيديني وآويني
أيا وطني للكاتبة خوله إمام
*أيا وطني*
وتسألني ما الوطن
هو شهادة الميلاد
والروح والسكن
هو شجرة التين والزيتون
وسنابل القمح الشامخة
بين زهر الحقل في إباء
هو نبض قلبي وروحي
مهد أحلامي
وحكاياتي الجميلة
وقصص الطفولة
والنجمة الوضاء
في رحم السماء
الوطن يا ابنتي
هو مائي وسمائي
هو جذري وانتمائي
وتواشيحي الجميلة
بين الأكمة والخميلة
هو درعي وخماري
هو مهري وانصهاري
في جمر حبه
وروايات الجمال
ما الوطن
تعالي يا ابنتي
نمضي نتذكر
أين كنا أين صرنا
وأين انتهى الأمر فينا
تلك ساحة شهدت أجمل أيام الطفولة
وذاك حقل شاهد على عرقي وتعبي
وتلك شجرة وارفة الظلال أسندت ظهري
وذاك نهر كم روى عطشي
مهما ذكرت لن أوفيه حقه
وطني
هو الأمان والجنان
والقهوة السمراء
والدلة في الفناء ورائحة الهال
وأمك توقد الطابون
وأختك تعد الفطور من
خير الأرض والغلال
الوطن ... آه وما أدراك ما حب الوطن
هو دمائي التي تسري في رياضه
في سفوحه وتلاله
هو شوقي واحتراقي
لهوائه وسمائه
والفصول تتعانق في سعادة
في ربوعه
والطيور القادمة من خلف التلال
والعشب والصفصاف والخيل الأصيل
والفلاح يجني حب الزيتون
دمع زيته لا ينفك يبكي
غيبة الفجر العليل
لا تسلني عن معنى وطن
وجع وأي وجع
دمع ينهمر
ومآق ذاقت المر
وتاهت في سراديب الزمن
حين غدا الوطن حقيبة
قارب موت
وخيمة لا وتد لها
سوى الضلوع
تئن من برد وجوع
لا تسلني ما معنى وطن
باعوه وقبضوا الثمن
وغدا أسيرا حائرا
من ذل قيده يجأر
لا مجيب ولا مغيث
واحتار الوطن
أطفأوا نور عينيه
سلبوا منه ربيعه
واجتثوا منه جذوره
لا وطن ... لا عنوان
لا وطن ... لا مكان
يؤوينا ويحضننا
يسترنا ودفئه يغمرنا
مثلك يا وطن
أتدري يا بني ما معنى
أن تغدو بلا وطن
لا أم تحضنك ولا فنن
لا أرض تقبلك ويرثيك الزمن
لا عش طير
ولا حلم جميل
لا هوية ولا قضية
تعبس بوجهك كل أبواب الهروب
تطاردك الخيالات الغريبة
يحيق بك الخطر
والحدود بعيدة
قيدت بأسوار من أيد غريبة
أتدري
امرأة تلهث تحضن طفلا صغيرا
وعجوز عكازه ما عادت تطيقة
وصبية تنوح عبثت الريح بالجديلة
هذا ما معنى أن تبكي
ويبكيك الوطن
فراق الوطن
تفارقك البسمة يعتريك الوهن
وجلدك يرتجي لمسة أمان
والجداول تبحث عن مصب
والطيور شريدة هامت
وأضناها الهوان
أيا وطني
جد علي بضمة تنسيني
غيابي وغربتي ولوعتي وحرقتي
وحسرتي على فراق ثراك
وعانق في غربتي ووحدتي
فإنني دونك ظل بلا جسد
وقلب نبضه أَرِق
فيا وطنا
رعاك الله
عانقني واحضن مني الروح والجسد .
بقلمي : خوله إمام
وتسألني ما الوطن
هو شهادة الميلاد
والروح والسكن
هو شجرة التين والزيتون
وسنابل القمح الشامخة
بين زهر الحقل في إباء
هو نبض قلبي وروحي
مهد أحلامي
وحكاياتي الجميلة
وقصص الطفولة
والنجمة الوضاء
في رحم السماء
الوطن يا ابنتي
هو مائي وسمائي
هو جذري وانتمائي
وتواشيحي الجميلة
بين الأكمة والخميلة
هو درعي وخماري
هو مهري وانصهاري
في جمر حبه
وروايات الجمال
ما الوطن
تعالي يا ابنتي
نمضي نتذكر
أين كنا أين صرنا
وأين انتهى الأمر فينا
تلك ساحة شهدت أجمل أيام الطفولة
وذاك حقل شاهد على عرقي وتعبي
وتلك شجرة وارفة الظلال أسندت ظهري
وذاك نهر كم روى عطشي
مهما ذكرت لن أوفيه حقه
وطني
هو الأمان والجنان
والقهوة السمراء
والدلة في الفناء ورائحة الهال
وأمك توقد الطابون
وأختك تعد الفطور من
خير الأرض والغلال
الوطن ... آه وما أدراك ما حب الوطن
هو دمائي التي تسري في رياضه
في سفوحه وتلاله
هو شوقي واحتراقي
لهوائه وسمائه
والفصول تتعانق في سعادة
في ربوعه
والطيور القادمة من خلف التلال
والعشب والصفصاف والخيل الأصيل
والفلاح يجني حب الزيتون
دمع زيته لا ينفك يبكي
غيبة الفجر العليل
لا تسلني عن معنى وطن
وجع وأي وجع
دمع ينهمر
ومآق ذاقت المر
وتاهت في سراديب الزمن
حين غدا الوطن حقيبة
قارب موت
وخيمة لا وتد لها
سوى الضلوع
تئن من برد وجوع
لا تسلني ما معنى وطن
باعوه وقبضوا الثمن
وغدا أسيرا حائرا
من ذل قيده يجأر
لا مجيب ولا مغيث
واحتار الوطن
أطفأوا نور عينيه
سلبوا منه ربيعه
واجتثوا منه جذوره
لا وطن ... لا عنوان
لا وطن ... لا مكان
يؤوينا ويحضننا
يسترنا ودفئه يغمرنا
مثلك يا وطن
أتدري يا بني ما معنى
أن تغدو بلا وطن
لا أم تحضنك ولا فنن
لا أرض تقبلك ويرثيك الزمن
لا عش طير
ولا حلم جميل
لا هوية ولا قضية
تعبس بوجهك كل أبواب الهروب
تطاردك الخيالات الغريبة
يحيق بك الخطر
والحدود بعيدة
قيدت بأسوار من أيد غريبة
أتدري
امرأة تلهث تحضن طفلا صغيرا
وعجوز عكازه ما عادت تطيقة
وصبية تنوح عبثت الريح بالجديلة
هذا ما معنى أن تبكي
ويبكيك الوطن
فراق الوطن
تفارقك البسمة يعتريك الوهن
وجلدك يرتجي لمسة أمان
والجداول تبحث عن مصب
والطيور شريدة هامت
وأضناها الهوان
أيا وطني
جد علي بضمة تنسيني
غيابي وغربتي ولوعتي وحرقتي
وحسرتي على فراق ثراك
وعانق في غربتي ووحدتي
فإنني دونك ظل بلا جسد
وقلب نبضه أَرِق
فيا وطنا
رعاك الله
عانقني واحضن مني الروح والجسد .
بقلمي : خوله إمام
صمت وانتظار للكاتبة لطيفة الحجيوج
صمت وانتظار
حين يَلتقي الصّمْت والانْتِظَار
كل مساء
أَجَا سِدُ الصَّمْت
كشِتاَء يَتَكرر
وُوجُودُه يَحْجُبُ القمر
عن زجاج غرفتي المُضْطَرِبَة.
والانتظار يُفَتِّتُ الرَّغْبَةِ
تَجْعِيدَة ... بعد ... تَجْعِيدَة
ويُذِيبُها في مَاء عَنِيفَة
تفيض ،
على أهْدَابي...
على جسدي...
فاتَّهِمُ الضوء بأنه خانني،
واتّهِم الليل بأنه أضاعني .
لطيفة الحجيوج / 27/06/2016
كل مساء
أَجَا سِدُ الصَّمْت
كشِتاَء يَتَكرر
وُوجُودُه يَحْجُبُ القمر
عن زجاج غرفتي المُضْطَرِبَة.
والانتظار يُفَتِّتُ الرَّغْبَةِ
تَجْعِيدَة ... بعد ... تَجْعِيدَة
ويُذِيبُها في مَاء عَنِيفَة
تفيض ،
على أهْدَابي...
على جسدي...
فاتَّهِمُ الضوء بأنه خانني،
واتّهِم الليل بأنه أضاعني .
لطيفة الحجيوج / 27/06/2016
كثرت جراحي للكاتب احمد علي العلي
** كثرت جراحي **
حدثتني كآبتي
عن الحنين والاشوق
عن الحنين والاشوق
سحاب الوجع يهطل
من الم الفراق
من الم الفراق
تزهر اشواك حنقي
تنبع احزاني في الاعماق
تنبع احزاني في الاعماق
تصرخ خيبتي كفى جراح
ما عاد قلبي يحتمل ارتتاق
ما عاد قلبي يحتمل ارتتاق
طبيبي للكاتب أحمد علي العلي
** طبيبي **
اذا جف دمعك وذابت الأضلع
و كواك الهوى و الفؤاد التاع
فأي دواء و أي آسي يبعد
عنك المآسي وعلقم الأوجاع
......
......
خير من يزيل عني همي ودائي
حبيب رقيق هو طبيبي و دوائي
من سحر عينيه تألقي و نضارتي
ومن مبسم ثغره صحتي وشفائي
العلاج المفقود للكاتب جميل جمال
العلاج المفقود
ذات دهمة ،
في اللا مكان ،
خارج حدود الوعي،
اجتمع الأبالسة على أن يدخلوا الجنة،
وسوسوا لأهلها،
هدوهم للشجرة،
عروهم،
فرقوا الأفراس،
اقتلعوا بذور المحبة،
علقوا عناقيد الوئام بربق مشنقة،
مدوا النطع فصلوا رأس السلام،
لمم أصاب البرد،
وباء عم الجسد،
أوداق آلمت عيون الحقيقة،
وما من آس يجتث لمظة القلوب،
أو بلسم يزيل القذى،
فرقة بحبل أريد به الوحدة،
عروة فك رباطها،
عصي في عجلة الوقت،
ولا زلنا ننقب عن أثارة من ماض مجيد،
أو بصيص من نور مستقبل.
في اللا مكان ،
خارج حدود الوعي،
اجتمع الأبالسة على أن يدخلوا الجنة،
وسوسوا لأهلها،
هدوهم للشجرة،
عروهم،
فرقوا الأفراس،
اقتلعوا بذور المحبة،
علقوا عناقيد الوئام بربق مشنقة،
مدوا النطع فصلوا رأس السلام،
لمم أصاب البرد،
وباء عم الجسد،
أوداق آلمت عيون الحقيقة،
وما من آس يجتث لمظة القلوب،
أو بلسم يزيل القذى،
فرقة بحبل أريد به الوحدة،
عروة فك رباطها،
عصي في عجلة الوقت،
ولا زلنا ننقب عن أثارة من ماض مجيد،
أو بصيص من نور مستقبل.
بقلمي جميل جمال سوريا
حيرة كفوف السؤال للكاتب عبد العزيز سلاك
((حيرة كفوف السؤال))
تسالني العتمة
عن سنا برق
حين يخطف الابصار
فيجيب السواد
هو التجلي انوار
اهتزت له غيمة
فتلاشت مواسم امطار
يسال الخد
عن سر الدمعة
كيف تحجرت من غير بكاء
فتورمت الاشفار
يجيب السعف
ان زمهرير بيداء
الاشواق
هزلت به حبال الصبر
فانكشفت بقايا الانكسار
يسالني الصمت
عن هزيم
فتك سكون الرتابة
فيجيب الانين
ان الوجع تفرقع
من هول تلاقي غيوم
من بعد طول انتظار
عن سنا برق
حين يخطف الابصار
فيجيب السواد
هو التجلي انوار
اهتزت له غيمة
فتلاشت مواسم امطار
يسال الخد
عن سر الدمعة
كيف تحجرت من غير بكاء
فتورمت الاشفار
يجيب السعف
ان زمهرير بيداء
الاشواق
هزلت به حبال الصبر
فانكشفت بقايا الانكسار
يسالني الصمت
عن هزيم
فتك سكون الرتابة
فيجيب الانين
ان الوجع تفرقع
من هول تلاقي غيوم
من بعد طول انتظار
عبد العزيز سلاك
الاثنين، 27 يونيو 2016
إعتراف للكاتب عمار قدح
...إعتراف ----------------- 123
حُبي لكِ هو البداية
وعشقُ عيناكِ , ليَ
إدمانٌ في الحب هوايه
ورسماتُ حبكِ
ِزينةٌ لدفاترِ حكاية
وخيالك زهرة عشقٍ
فوق الياسمن تَمَادَّا
وروحي لك ظل
مِن شفتاكِ أرتوى
حبك لي مصباحٌ
نجمٌ عانق سحاب السما
حُبك في قلبي زادهُ الهوى
انا من فَطـَرَ عشقكِ
نصيبٌ لي و أرتقى
حبي قمرٌ ضِيء بغرامكِ
كوكبٌ جـَمال عيناكِ أرى
عشقكِ لي مجرةٌ
بدأ فيها الهوى
عنوان حب و وَفَاَ
حبكِ شعاع مرتقى
أملٌ فِيه و فِدى
احبك انا ساكن ارضكِ
وحيدٌ في حبك أنا
عاشقٌ ولهان لكِ أنا
انا بفخرٍ حبك وعتلى
عنوان حبٍ سَرمَديّ بَقَاَ
أحبك :
هل أوفيت بالعشقِ أنا ؟؟
..........عمار قدح
حُبي لكِ هو البداية
وعشقُ عيناكِ , ليَ
إدمانٌ في الحب هوايه
ورسماتُ حبكِ
ِزينةٌ لدفاترِ حكاية
وخيالك زهرة عشقٍ
فوق الياسمن تَمَادَّا
وروحي لك ظل
مِن شفتاكِ أرتوى
حبك لي مصباحٌ
نجمٌ عانق سحاب السما
حُبك في قلبي زادهُ الهوى
انا من فَطـَرَ عشقكِ
نصيبٌ لي و أرتقى
حبي قمرٌ ضِيء بغرامكِ
كوكبٌ جـَمال عيناكِ أرى
عشقكِ لي مجرةٌ
بدأ فيها الهوى
عنوان حب و وَفَاَ
حبكِ شعاع مرتقى
أملٌ فِيه و فِدى
احبك انا ساكن ارضكِ
وحيدٌ في حبك أنا
عاشقٌ ولهان لكِ أنا
انا بفخرٍ حبك وعتلى
عنوان حبٍ سَرمَديّ بَقَاَ
أحبك :
هل أوفيت بالعشقِ أنا ؟؟
..........عمار قدح
امرأة على سطح الماء للكاتب عماد الشيخ حسن
امرأة على سطح الماء
يا امرأة
لمّا أدمن عشقها
بعد
رميتها
بجب عقلي
فصارت قديسة
في دساتيري
وعيناها
محراب صلاتي
حسنة الفِرّة
وثغراً
أخبأت فيه لؤلؤاً منضدا
وشفتاك شاطئ نهر العسل
تدنو قطوفها
القرنفلية
لمّا أدمن عشقها
بعد
رميتها
بجب عقلي
فصارت قديسة
في دساتيري
وعيناها
محراب صلاتي
حسنة الفِرّة
وثغراً
أخبأت فيه لؤلؤاً منضدا
وشفتاك شاطئ نهر العسل
تدنو قطوفها
القرنفلية
**
أوعزي لي
ولوج قلبك
فأدخل في غياهب
أفكارك
أرقص
على أنغام نبضك
ولا ..
تكوني
سواراً
من نارٍ
يكويني.....
أوعزي لي
ولوج قلبك
فأدخل في غياهب
أفكارك
أرقص
على أنغام نبضك
ولا ..
تكوني
سواراً
من نارٍ
يكويني.....
**
يا امرأة
يقتحمك النسيم
يلاعب ما عليك من
المئزر الشفاف
يراقص
ما فيك من سهولٍ
وتلال الجمال
يقتحمك النسيم
يلاعب ما عليك من
المئزر الشفاف
يراقص
ما فيك من سهولٍ
وتلال الجمال
**
يا امرأة
لو تسلقتِ على نخلة
لكنت قطوف التمر
أو أنك
قبيلة أزهار
يجمع النحل منها
جناه.....
يا امرأة
لو تسلقتِ على نخلة
لكنت قطوف التمر
أو أنك
قبيلة أزهار
يجمع النحل منها
جناه.....
**
ثابري ولا...تهلعِ
من هول العشق
سأجعلك
الأهرامات في....
قصائدي
وأبي الهول على....
جبيني
اخلعي نعليك
فهذا يكفي
لتضحي
لوحة في سراديبي
من هول العشق
سأجعلك
الأهرامات في....
قصائدي
وأبي الهول على....
جبيني
اخلعي نعليك
فهذا يكفي
لتضحي
لوحة في سراديبي
**
يا امرأة
النساء بايعنها
على تاج الأنوثة
رقيقة أنت
كالبتلات
يا مُزني الماطرة
في رغد العيش
يا ملايين
قطرات المطر
تفيض
من العين
فراتاً... سلسبيلا....
النساء بايعنها
على تاج الأنوثة
رقيقة أنت
كالبتلات
يا مُزني الماطرة
في رغد العيش
يا ملايين
قطرات المطر
تفيض
من العين
فراتاً... سلسبيلا....
آهات للكاتب بسام الأشرم
قصة كل ليلة .. 1
.
.
آهات
نِعالُ عسكرٍ طويلةُ العُنُق .. بنادِقُ و حِرابٌ مَشحوذة ..
أبٌ مرعوبٌ قد جلسَ أرضاً شارِدَ العينينِ فارِداً ذِراعيهِ مُحيطاً زوجاً ترتجفُ
خوفاً و زَهَراتٍ ثلاث غُصْنَ بينَ ثنايا ثَوبِها .. و ليلُ حربٍ فيه كلُّ شئ مُباح ..
بابٌ مُتهالِكٌ يُخلَعُ .. يُداس .. كُتلةٌ آدميةٌ مُلتصقةٌ بِبَعضِها مُلتصقةٌ بِأرضِ
غُرفةٍ مُظلمةٍ في ساعةٍ لا دينَ فيها و لا إحساس ..
زَهَراتٌ يُغَلِّقنَ الأفخاذَ يَشدُدّنَ على أنفسِهِنَّ أطرافَ اللِباس ..
أحزِمةٌ تُفَكُّ ..
ألسِنةٌ تَلعَقُ الشِفاه شَهوةً إلا لِسانٌ تَلَعثمَ مُرتَجِفاً مُحَرِّفاً ..
_ أ أ أ أ ب ي .. أُ أُ أُ أُ مّ ي ..
يصرخ به ضابِطه آمراً ..
_ فِكَّ الحِزام .. نَفِّذ الأمر .. !
_ ر ر ر ر ش ا .. سُ سُ سُ سُ ه ا .. حَ حَ حَ حَ ل ل ل ...
( بسام الأشرم )
23 . 6 . 2014
..................................................................
23 . 6 . 2014
..................................................................
ها أنا بدأتُ بنصي هذا الذي تكلم معي على الخاص أكثر من مُخرج من أكثر من دولة عربية بخصوص إخراجه كفيلم قصير
و لستُ أدري إن كان الان بالفعل يُعرض على الشاشات أم لا ..
و لستُ أدري إن كان الان بالفعل يُعرض على الشاشات أم لا ..
تلك المدينة للكاتب محمد الزهري
و في تلك المدينة التي ولد بمهدها التاريخ ... حضارة و علم ... عقيدة ثابتة ... لكنها لم تخلو من الجهاد ضد الغزاة .... كل بالوان هويته ... تلك المدينة التي لازالت تسطر في التاريخ بطولات للتاريخ ....في ذلك المساء المظلم الغائب عنه القمر ... كان ذلك الفتى الذي عشق مدينته و اقسم منذ الصبا الا يالوا جهدا حتى يقاوم المستعمر ....فهو لازال يتذكر نظرات الجنود في المعبر و نظراتهم الاشمئزازية و الساخرة .... محاولاتهم التحرش بالنساء العابرات ... فكر كثيرا .... كان كل حلمه ان يساهم بجدية من أجل نيل الحرية و اشترى بندقية الية و صمم على تصفية نقطة التفيش على المعبر .... صمم على انه سيقتل كل من يقابله من جنود الاحتلال .... توجه اليهم .... فتح نيران بندقيته ...بداوا يتساقطون امامه ... بدا الليل يستدعي القمر للاحتفال .... تجمعت النجوم .... اشرقت الشمس بقلب ذلك الشاب .... قضى عليهم ... وقف على الارض رافعا سلاحه و ناظرا للسماء ... الوطن بحضاراته بتاريخه يحتفل به .... بدا يغني لمدينة السلام .... صوت المروحيات بدا يتعالى ... بدا يقترب منه .... اوقف غناه ... صرخ لن اسلم الوطن و لن اركع امامكم ..... ساقاتلكم حتى اخر قطرة دماء .... احتضنت الطلقات صدره بحنان ... كانها تخبره بانها تشفق عليه و تؤمن بقضيته .... سقط على الارض .... صارخا واقدساه .... وطني وطن الابطال .... اخذ يطلق النيران باتجاه المروحيات ...حتى سقط السلاح من يده في بركة من دمائه الابية ... قال اشهد ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله
محمد الزهري
جنّةٌ... أم جحيم ؟! للكاتبة عبير خالد يحيي
جنّةٌ... أم جحيم ؟!
لم أدرِ كيف دخلتُها
من أي باب
سألتُ حرّاسَها :
ما هيَ؟
تبسّموا .. قالوا :
"جِنان ..!"
لم أدرِ لِمَ
استحققتُها
بأيّ جزاء؟
من أي باب
سألتُ حرّاسَها :
ما هيَ؟
تبسّموا .. قالوا :
"جِنان ..!"
لم أدرِ لِمَ
استحققتُها
بأيّ جزاء؟
وغُلِّقتِ الأبواب ..!
ثمانيةُ أبواب ..!
الليلُ فيها سرمديٌّ
والصمتُ يلجمُ الأنفاس
هل جنّةُ الخلدِ فارغة؟
أَمْ أنّ لي فيها انفراد؟
ثمانيةُ أبواب ..!
الليلُ فيها سرمديٌّ
والصمتُ يلجمُ الأنفاس
هل جنّةُ الخلدِ فارغة؟
أَمْ أنّ لي فيها انفراد؟
لعلَّ قَصْري ينتظرْ
إشارتي ليمتلئ
"ملائكةَ الله :
أريدُ الشمسَ والقمرْ
وكواكبَ أحَدَ عشرْ
وَ وِلداناً قضَوا
تحتَ حطامِ بيتٍ
انفجرْ
وكواعبَ قد سُلِبْنَ
الطُّهْرَ
بمباركةٍ
من البشرْ "
إشارتي ليمتلئ
"ملائكةَ الله :
أريدُ الشمسَ والقمرْ
وكواكبَ أحَدَ عشرْ
وَ وِلداناً قضَوا
تحتَ حطامِ بيتٍ
انفجرْ
وكواعبَ قد سُلِبْنَ
الطُّهْرَ
بمباركةٍ
من البشرْ "
سمعتُ نحيب الشمسِ
وأنينَ القمرْ
رأيتُ الكواكبَ
تُصعَقُ بنيازكِ
جبروتٍ
قدِ انهمرْ
وأطفالاً قد كَلَّلَ
البياضُ رؤوسَهم
كالشَّبحْ
وَ أُخيّاتِ الشرفْ
انحَنَينَ على بطنٍ
قدِ انتفخْ
هل هذه حقاً
جنّةُ الخُلدِ
أَمْ مسُّ سَقَر ؟
وأنينَ القمرْ
رأيتُ الكواكبَ
تُصعَقُ بنيازكِ
جبروتٍ
قدِ انهمرْ
وأطفالاً قد كَلَّلَ
البياضُ رؤوسَهم
كالشَّبحْ
وَ أُخيّاتِ الشرفْ
انحَنَينَ على بطنٍ
قدِ انتفخْ
هل هذه حقاً
جنّةُ الخُلدِ
أَمْ مسُّ سَقَر ؟
د. عبير خالد يحيي
عاصفة مهشمة للكاتب وليد.ع. العايش
( يوميات رمضان ) 20
- عاصفة مهشمة -
عاصفة المساء تتربص خلفي ، هناك على جثة الجبل الهائم بعشقه ، الرابية تغازله بهمس يشبه ثورة بركان خامد ، العصافير تأوي إلى زوايا في منزل تراثي مهشم ، الخوف يندس فجأة بشراييني القاتمة ، سمراء تناجي من بين ضباب مازال يكتسي ثوبه الأسود ، ليلة مختلفة يحملها سفر آت من ترحال طويل ، كانت تشبه ليلة زفاف حمراء ، مازلت أتشبث ببعض خيوط ، وعيدان قش يابسة ، البيدر الممتلئ بسنابل موسم ، يتوارى خشية ريح ، تجتاحني صور شتى ، عادت لتوها من سنوات العمر الغابر ، تقتلع آخر أشجاري ، عيدان القش تنتحب وحيدة ، على ضفاف البيدر ، السنابل تتجمهر لأول وهلة ، (مازال في الحياة رمق) ،قالت إحداها ، شقيقتها كانت تبكي بحياء الأنثى ، عاصفة المساء تصل للتو ، تكشر عن أنياب بيضاء ، ربما لأول مرة ، ترمق عيدان القش وسنابل القمح بنظرة لاهوتية ، الرأفة تدك عروقها المتحجرة ، ترمي تحيتها المسائية ثم تقرر الرحيل ، البيدر يعانق سنابله بلهفة ...
- عاصفة مهشمة -
عاصفة المساء تتربص خلفي ، هناك على جثة الجبل الهائم بعشقه ، الرابية تغازله بهمس يشبه ثورة بركان خامد ، العصافير تأوي إلى زوايا في منزل تراثي مهشم ، الخوف يندس فجأة بشراييني القاتمة ، سمراء تناجي من بين ضباب مازال يكتسي ثوبه الأسود ، ليلة مختلفة يحملها سفر آت من ترحال طويل ، كانت تشبه ليلة زفاف حمراء ، مازلت أتشبث ببعض خيوط ، وعيدان قش يابسة ، البيدر الممتلئ بسنابل موسم ، يتوارى خشية ريح ، تجتاحني صور شتى ، عادت لتوها من سنوات العمر الغابر ، تقتلع آخر أشجاري ، عيدان القش تنتحب وحيدة ، على ضفاف البيدر ، السنابل تتجمهر لأول وهلة ، (مازال في الحياة رمق) ،قالت إحداها ، شقيقتها كانت تبكي بحياء الأنثى ، عاصفة المساء تصل للتو ، تكشر عن أنياب بيضاء ، ربما لأول مرة ، ترمق عيدان القش وسنابل القمح بنظرة لاهوتية ، الرأفة تدك عروقها المتحجرة ، ترمي تحيتها المسائية ثم تقرر الرحيل ، البيدر يعانق سنابله بلهفة ...
سبع عجاف للكاتب جميل جمال
سبع عجاف
يوما ما كان العود الغض الأغيد
يميس مع النسمات،
يتراقص نغما لبسمة الشمس،
يتراشق مع الأحبة مياه بردى ،
يترنم بضحكات الغانيات،
يربت أكتاف الطفولة،
يرفد الجائعين،
يجير الخائفين،
كان!!!
كان هذا ديدنه،
سبع عجاف في رقعتها المنداحة عرته من سندسه ألبسته أسمالا لا تغنه من جوح،
جعلته منسأة بانتظار شرارة تشعله لهيبا أو أنه اشتعل حقا،
في سنوات المحبة يبدو أننا لم ندخر السنابل في صوامعنا،
أو أننا لم نتعلم كيف نقسمها،
النبوءة إلى الآن تحقق جزؤها الأول
بانتظار ماتبقى،
علنا نسقي الخمر
بعيدا عن طير تنقر ماتبقى من فتات قد تسنه فوق رؤس عفنة.
بقلمي جميل جمال سوريا
يميس مع النسمات،
يتراقص نغما لبسمة الشمس،
يتراشق مع الأحبة مياه بردى ،
يترنم بضحكات الغانيات،
يربت أكتاف الطفولة،
يرفد الجائعين،
يجير الخائفين،
كان!!!
كان هذا ديدنه،
سبع عجاف في رقعتها المنداحة عرته من سندسه ألبسته أسمالا لا تغنه من جوح،
جعلته منسأة بانتظار شرارة تشعله لهيبا أو أنه اشتعل حقا،
في سنوات المحبة يبدو أننا لم ندخر السنابل في صوامعنا،
أو أننا لم نتعلم كيف نقسمها،
النبوءة إلى الآن تحقق جزؤها الأول
بانتظار ماتبقى،
علنا نسقي الخمر
بعيدا عن طير تنقر ماتبقى من فتات قد تسنه فوق رؤس عفنة.
بقلمي جميل جمال سوريا
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)