الخميس، 31 مارس 2016

أوراقُ طفل للكاتب وليد.ع.العايش

( أوراقُ طفل )
________
الشمسُ تُفارقُ روحها ، الأفقُ يتلوّنُ كأيقونةٍ دِمشقية ، الطيورُ تكتسي ثياباً خُضراً ، تكتوي بألمِ الفراق الجميل ، الأرواحُ الغائبةُ تحضرُ لتوّها بِلا دعوة ، فرحٌ وحُزنٌ يتمازجانِ في عُنقِ زُجاجة ، تِلكَ الأُنثى ما زالتْ تُعاني آلامَ المخاض ، ثُلّة ترتدي الآلِهةَ حِجاباً ، توقفَ صديقي هُناك ، اِرتادهُ الرُعبُ ونسماتٌ مِنَ الخوفِ المُبعثر ، يُطلقُ تنهيدات مُتأبطة عفونةَ سنوات ، يضعُ أحمالهُ جانب الطور الإلهي ، يتريثُ قُرصُ الشمس ، على الضفّة الأُخرى جموعٌ تئنُّ ، تتناثرُ كأوراقِ خريف ، الأذرعُ الصغيرةُ تلوحُ وتُهللُ ، عساه أنْ يراها ، الكهلُ يمسحُ أطرافَ لحيته البيضاء ، مُناجاةٌ صامتةٌ تملأ الأرجاءَ عويلاً ، الحرارةُ تُعلنُ بدايةَ المعركة ، أسلحتها باتتْ مُهترئة ، مازالَ يتربصُ خلفَ كواليسِ الموتِ المُنتحبة ، الأصواتُ تعلو ، الضجيجُ يصمُّ آذانَ العتمة ، تحتدِمُ المعركة مع بزوغِ الفجر ,ما عساهُ أنْ يفعل ، الخوفُ يندسُّ بجسده العتيق ، يُفاجئه طِفلٌ بِقُبلةٍ مُلتهبة ، الدموعُ تنهالُ في الساقيةِ المُجاورة ، القرارُ الأخيرُ يصدرُ رغمَ الوجع ، يُمسكُ بِذراعِ الطفلِ ويقطعُ الحدودَ المُقفرة ...
___________
وليد.ع.العايش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق