الأحد، 27 مارس 2016

الخال للكاتب وليد.ع.العايش

( الخال )
_______
الليالي تأتي متوالية، المطر يعاتب بعض السحب الهاربة، الدرب ضيق كما ثغر فتاة رضيعة، الوحل يعانق الحذاء كل ليلة، كنا ثلاثة أخوة، وكان الخال رابعنا، أبريق الشاي يتأرجح على صرير المدفاة، النار رقيقة كأنثى سمراء، السهرة تبدأ مع انبثاق الغروب، ورق اللعب يدور كطاحونة قديمة، الضحك يعج بأرجاء الغرفة اليتيمة، الخال يعبس كثيراً، وما يلبث أن يبتسم مع بعض النكات الريفية، ساعات تمر مسرعة كما قطار لا يعرف التوقف، ترمى الأوراق على رفوف خشبية، يتجدد الإبريق بعد منتصف الليل، تكثر الضحكات، تمتلئ الثغور ببعض حبات الزيتون، يعلن الخال نهاية السهرة، الأمل مايزال يتربص لسهرة آتية، ليالي الشتاء الطويلة مازالت في ذاكرة تكاد تصاب بالجرب، تفرق الجميع على أنغام دوي المدافع، سنوات ثقيلة مرت بلا اكتراث، مساء اليوم كان حزيناً ،الخال يغادر فجأة، الدموع تحرق عيوني الملساء، غادرني بلا وداع ، كان سفراً أسطورياً ...
_________
وليد.ع.العايش 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق