الخميس، 18 فبراير 2016

مقام التشظي للكاتب عبد العزيز سلاك

((مقام التشظي))
في غيابات عناد
ترحلين
تاركة نافذة الشكوى
كومة تعلو سقف البيت
فترتعد فرائص الروح
منهكة تقاوم من غير أمل
قر البعد
تكبر الحرقة مهيلا
تحرق حواف واحة يتيمة
فيتوجع النخيل ببيداء التيه
يصرخ
يمشط بسعف الفقدان
اثار لقاء
يتسع مجرى الوجع
فيترك خدودا في الذاكرة
بواد التعاسة يرسب فلذات الحرف وقساوة
المعجزة
انت من غادرت بلا موعد
حين صفير القطار
تعرت مخيمات صبري
وغزتني رياح العويل
بطعم الانين
تجلد في صمت خرقي البالية
كم يلزمني من مسكن
من تعويذة
كي اواجه صمت هذه الليلة
وبطن السماء ينزف
زفرات
فتشهق الروح سنوات المكابدة
وقرص الدمار يكبر بمرور الوقت
كيف سأستسيغ مرارة
ترياق النسيان
على مضض يقطع شريان الاوردة
فتجف مسام الحروف
وانت منتصبة على جدران القلب
تنضحين وخلسة تغرغرين
قساوة الفراق
كلما عصفت بي انواء التذكر
ارتعش شراع النجاة
تمايلت سفن الهروب
من غير منارة وريح
بلا خريطة
بلا بوصلة
سأبحر خارج نطاق الزمن
علني استبيح من الممنوع
تميمة للفراغ
مجرة الحزن حبلى
بلا خيط سري تقتات
على مواجع ارشيف
التذكر
اغلقت دفتي كتاب الحب
مثل قصة جدتي
او حجرة رميت بها
الى اعماق اغوار البحر
رحلت مرغمة
تاركة قبة السماء
منتفخة
في انتظار فصل الربيع
بعد كبوة الخريف
عبد العزيز سلاك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق