الخميس، 22 سبتمبر 2016

اشواق المحبين للكاتب محمد عوض الطعامنه

اشواق المحبين : يبوح بها : محمد عوض الطعامنه 
يقول الشاعر :
يا مقيماً في خاطري وجنائي ..... وبعيداً عن ناظري وعياني 
انت روحي إن كنت اراها ...... فهي اذى الي في كل داني 
وانا اقول : من الدليل على المحبة ،انك لا تجد اثنين يتحابان الا وبينهما مشاكلة وإتفاق على الصفات الطبيعية ، وقيل كلما كثرت الأشباه زادت المجانسة ، وتأكدت الموده ، ونجدذلك في قول رسول الله ( الأرواح جنود مجندة ، ما تقارب منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ). وقيل في الأمثال العامية الساخرة عند العرب عن حبيبين اتفقا ( طنجرة ولقت غطاها ، ذلك نوع من المجانسة والمشابهة .
في طريقي الى المكتبة يوم اول امس ،شاهدتهما يسيران الهوينا وقد وضع يده على كتفها واستمال ، وهي ترنو اليه في خفة ودلال ، حتى استبد بي فضولي ان اسرع الخطى لأشاهدهما عن قرب ، وما ان وقع نظري عليهما حتى شاهدت امرأة اعتقد انها في العقد السابع من العمر قدرت ان عمر رفيقها يزيد عن عمرها عقداً آخر من الزمن ، خمنت انهما زوجين من الأجانب الذين يسوحون في ايام الصيف في عمان . سبقتهما الى قاعة مكتبة المركز الثقافي البريطاني في جبل عمان ، وتبعاني الى هناك وجلسا الى طاولة قريبة مني حيث اخرجا من حقيبتهما كتابين وانكبا على مطالتهما . لا ادري لماذا اثارا فضولي حتى كنت استرق النظرات وأتأمل وجهيهما ، حينما لاحظا ذلك عليّ، تلاطفا معي وتقربا مني وبلغتهما العربية الركيكة فهمت انهما اردني وبريطانية تزوجا قبل خمسين عاماً وعادا ليختما بقية ايام حب عمرهما في الأردن . اشبعاني حديثاً عن قدسية الحب التي تتجلى حتى في ايام الشيخوخة . هدأت نفسي ، وانا أتذكر ما قاله فكتور هوغو يوماً........
( يمضي نصف حياتنا ، في انتظار حب حقيقي ، ويمضي النصف الآخر في فراق من احببناهم ) وما قاله اوسكار وايلد (من يبحث عن امراءة جميلة وذكية ودافئة فهو في الحقيقة يبحث عن ثلاث نساء وليس عن امراءة واحده .)
لهذا اقول دائماً لكل احبتي واصدقائي أن الحب الحقيقي تأتيه الأشياء بالتدرب والمران وليس بالعفوية والصدف ، وبعد هذا يتعهد الزمن في إصلاح الفوارق ،وذلك حين نصغي لأجسادنا كيف نفك شيفرتها واسرارها ونصغى بصدق الى مطالب رغباتها وغرائزها ، ولكن بصبر وروية وعناية حتى لا نعيش حباً مشدوداً، مسلوب الإرادة ..............وختاماً جربوا يا احبني ان تتعلموا السباحة مرات ومرات قبل ان تجازفوا بحدوث الغرق : محمد عوض الطعامنه : عمان الأردن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق