تحت ظلال أشجار الحنين:
رآها قطوفًا متدلّيةً دانيةً من كرمة على أكتاف سيقان أشجار فارعة، أعنابها كالثّريا معلقة في سماء من الظّلّ العميم تحت غَرفات أشجارٍ مفروشة أغصانها كأجنحة طيورٍ ضخمة أحبّت أُمّاتُها المكان فانتجعته، غرست أقدامها في أرض ضفّتي نُهيرٍ ماؤه منساب بتثاقل في مجرى صدعيّ عميق ضيّق يعزف تحتها موسيقى خرير شجيّة خالطتها ترانيم حفيف الأغصان وزقزقة العصافير وصفير البلابل . وقد تسلّلت خيوط الشّمس من بين أيدي الأغصان من نوافذ فيها إلى صفحة مائه تحت المصبّ في الحوض الطويل المظلّل، لتمرئي مشهد قبّة سماء الظّلّ بأقمارها من عناقيد العنب والطّيور الجميلة الهاجعة على الأفنان عند استيقاظ الهاجرة من نومها في وهْج الظهيرة. وعلى الضّفة الغربيّة للنّهير جلس الكاتب مستظلّا فيء قاعدة جسر ملاصق خارق روعة المكان، يتأمّل المشهد ويسترجع ذكريات البلاد الغابرة ويقلّب صفحات حياتها الجميلة، فيستعيد حركة إنسانها في جغرافيا الزّمكان المأهول بسلالته المشكّلة لصورته الأصيلة بطقوسها التّراثيّة العريقة،عابرًا حجب التّاريخ الحديث،ما قبل عام 48 وما بعده. فصدحت في المكان أبواق من طيور غريبة اجتاحت المشهد فجأة بصوتها النّشاز،تبعتها أصوات عبور القطار السّريع على الجسر من فوق النُّهير مخيّمةً على مسمعيه مشوّشة صفاء ذهنه، فحرّكت صفحة ماء وجه كتاب ذاكرة النّهير مغيّبةً الصّورة المشهديّة الجميلة رادّةً رائيها إلى أوجاعه الأولى.
رآها قطوفًا متدلّيةً دانيةً من كرمة على أكتاف سيقان أشجار فارعة، أعنابها كالثّريا معلقة في سماء من الظّلّ العميم تحت غَرفات أشجارٍ مفروشة أغصانها كأجنحة طيورٍ ضخمة أحبّت أُمّاتُها المكان فانتجعته، غرست أقدامها في أرض ضفّتي نُهيرٍ ماؤه منساب بتثاقل في مجرى صدعيّ عميق ضيّق يعزف تحتها موسيقى خرير شجيّة خالطتها ترانيم حفيف الأغصان وزقزقة العصافير وصفير البلابل . وقد تسلّلت خيوط الشّمس من بين أيدي الأغصان من نوافذ فيها إلى صفحة مائه تحت المصبّ في الحوض الطويل المظلّل، لتمرئي مشهد قبّة سماء الظّلّ بأقمارها من عناقيد العنب والطّيور الجميلة الهاجعة على الأفنان عند استيقاظ الهاجرة من نومها في وهْج الظهيرة. وعلى الضّفة الغربيّة للنّهير جلس الكاتب مستظلّا فيء قاعدة جسر ملاصق خارق روعة المكان، يتأمّل المشهد ويسترجع ذكريات البلاد الغابرة ويقلّب صفحات حياتها الجميلة، فيستعيد حركة إنسانها في جغرافيا الزّمكان المأهول بسلالته المشكّلة لصورته الأصيلة بطقوسها التّراثيّة العريقة،عابرًا حجب التّاريخ الحديث،ما قبل عام 48 وما بعده. فصدحت في المكان أبواق من طيور غريبة اجتاحت المشهد فجأة بصوتها النّشاز،تبعتها أصوات عبور القطار السّريع على الجسر من فوق النُّهير مخيّمةً على مسمعيه مشوّشة صفاء ذهنه، فحرّكت صفحة ماء وجه كتاب ذاكرة النّهير مغيّبةً الصّورة المشهديّة الجميلة رادّةً رائيها إلى أوجاعه الأولى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق